حدث بالفعل

أعزائي القراء.. دعوني أصحبكم اليوم في رحلة أرجو أن تكون مُمتعة، رحلتنا اليوم متنها 23 قصة من قصص الرعب الحقيقية التي حدثت في أماكن مُختلفة حول العالم. علي يمينكم الآن المزرعة السوداء... مكان خاص مليء بالرعب يحكمه خنزير فتري ما علاقتنا به؟ علي يساركم ترون رجل ضخم يرتدي زي أرنب ملوث بالدماء و يمسك عصا بيسبول معدنية و يضحك بطريقة مُخيفة سنعرف سويًا علاقته بالإستحواذ الشيطاني. هناك إلي اليمين قليلًا سنجد ذلك البئر و صفيره الملعون. وعلي يساره هناك في الرُكن المُظلم سنسمع سويًا طفلًا يسأل أبيه بجزع عما يفعل؟ تجاهلوا تلك المقبرة القديمة التي يسكنها قاتل مُتسلسل و إنتبهوا كي لا تؤذوا تلك الكلبة الجريحة النائمة أرضًا فإن صاحبتها لا ترحم. هيا بنا الآن نتوقف قليلًا لنلتقط أنفاسنا و نري بأي قصة سنبدأ رحلتنا

كتاب حدث بالفعل 1 للكاتب محمد عصمت هو عمل أدبي يمزج بين الرعب والتشويق والغموض، مستوحى من أحداث واقعية تم تدوينها بأسلوب قصصي يجعل القارئ يعيش أجواءً مفعمة بالإثارة والخوف. يعتمد الكاتب في هذا الجزء على تقديم مجموعة من الحكايات والقصص التي يُقال إنها وقعت بالفعل، ليترك للقارئ حرية التصديق أو التشكيك، لكنه في الوقت نفسه يحرص على أن يُحافظ على عنصر الرعب حتى آخر سطر.

تتنوع موضوعات الكتاب بين قصص عن البيوت المسكونة، والجن، والأرواح، واللعنات القديمة، وتجارب مرعبة عاشها أشخاص عاديون فتحولت حياتهم إلى كوابيس. ويبرع محمد عصمت في صياغة هذه الأحداث بواقعية، مستخدمًا لغة بسيطة ومباشرة لكنها مؤثرة، بحيث يتخيل القارئ أنه يسمع رواية حقيقية تُحكى له في جلسة ليلية مشوقة.

ما يميز الكتاب هو اعتماده على الواقعية الممزوجة بالخيال؛ إذ يترك الكاتب مساحة لخيال القارئ كي يكمل الصورة، وفي الوقت ذاته يصر على التأكيد أن كل ما يرويه قد "حدث بالفعل"، وهو ما يضاعف من إحساس القارئ بالخوف والدهشة. كما يضيف الكاتب بعض التأملات واللمسات النفسية التي تجعل القارئ يتساءل عن حقيقة ما وراء هذه الظواهر الغامضة: هل هي أوهام بشرية؟ أم أسرار من العالم الآخر؟