
Newly released
This book is new and will be uploaded as soon as it becomes available to us and if we secure the necessary publishing rights.
المقابسات
(0)
Author:
Abu Hayyan al-TawhidiNumber Of Reads:
16
Language:
Arabic
Category:
literatureSection:
Pages:
166
Quality:
good
Views:
511
Quate
Review
Save
Share
Book Description
أبو حيان التوحيدي هو علي بن محمد بن العباس من نوابغ الفكر والبيان ببغداد في القرن الرابع الهجري. وقد اختلف الباحثون في تاريخ ميلاده ومدة حياته, ومحصل كلامهم أنه ولد بين سنتي 310 و320هـ وتوفي بعد سنة 400 وقبل سنة 414هـ على وجه التقريب. واختلفوا في أصله وبلده: عربي أم فارسي؟ شيرازي أم نيسابوري أم واسطي عراقي؟
ولكن الباحثين، قديماً وحديثا، مجمعون على أن الرجل كان مفكراً كبيراً، وعالماً محيطاً بمختلف فنون المعرفة، وكاتباً متفنناً بليغاً. إذ أنه كان يملك طاقة أدبية رائعة على تحليل الشخصيات، ورسم الملامح، وتصوير المعائب تصويراً ساخراًن والتعبير عن مختلف الأجواء. وطريقته في رسم الشخص وتحليل نفسيته، والتعبير عن مختلف الأجواء. وطريقته في رسم الشخص وتحليل نفسيته، تعتمد ذكر الحوادث الصغيرة، والوقائع الجزئية، التي لا خطر لها بحد ذاتها، ولكنه ما يزال يجمع هذه الحوادث والوقائع الصغيرة، ويؤلف بينها، ويسوقها الواحدة بعد الأخرى، حتى تبرز للقارئ صورة كاملة حية. ويتجلى ذلك، أروع ما يتجلى، في كتابيه الإمتاع والمؤانسة ومثالب الوزيرين.
وكان ثقافته موسوعية شاملة، ومن هنا أهمية كتبه لتاريخ الفلسفة والأدب. فقد جمع في كتابه الضخم البصائر والذخائر، ورسالته في الصداقة والصديق، مختارات رائعة في الفلسفة والفقه والنحو واللغة والشعر، التقطها من بطون الكتب، ومن أفواه المتحدثين، ولولاه لنسيت في غمار ما نسي من علم العلماء، وفنون الأدباء، وأحاديث الناس في عصره.
ولا يخفى على القارئ أن كتاب المقابسات الذي بين يدينا يعد من أهم كتبه, ومعنى المقابسات أن يشارك اثنان، أو أكثر، من الناس في محاورة علمية، فيأخذ أحدهم العلم من الآخر، ويعطيه ما عنده من العلم. وفي معاجم اللغة: قبس العلم واقتبسه استفاده. وأقبسه أعلمه. ويستعمل أبو حيان المصدر إقباس واقتباس بمعنى إفادة العلم واستفادته. والكتاب أحاديث ومحاورات فلسفية بين عدد من العلماء والفلاسفة والأدباء سمعها أبو حيان فسجلها. ولكن الكتاب ليس كله محاورات، كما يفيد العنوان.
فبعض فصوله مختارات من كتب فلاسفة المسلمين أو من الكتب المترجمة عن الفلسفة اليونانية وشروحها. وبعضها دروس أملاها أبو سليمان المنطقي السجستاني من كتاب أ, صحيفة مدونة. وبعضها آراء أشخاص معينين، رواها مفردة، وهذه الفصول مختلفة المناسبات والظروف والأمكنة. فمنها دروس يلقيها أبو سليمان المنطقي، أو يحيى بن عدي، على التلاميذ، فيسجلها أبو حيان، ومنها أجوبة لأسئلة يلقيها أبو حيان مجلس هؤلاء العلماء فيصغي لحوارهم، ويحفظ ما يثيرون من أسئلة، وما يوردون من أجوبة وحلول، فيسجلها. ومن ذلك اجتمعت له مادة هذا الكتاب.
والحاصل أن المقابسات ليست أبحاثاً منظمة في الفلسفة، تعرض فيها الأفكار الفلسفية عرضاً منهجياً مفصلاًن وتستخلص فيها النتائج المقنعة من المقدمات المؤسسة على البرهان الأكيد أو البديهيات الواضحة نفسها. وإنما هي خطرات فلسفية، وأحاديث تدور في حلقة درس، أو مجلس سمر، حول مشكلة من مشاكل الحياة والفكر. وقد اكسبها الارتجال والمشافهة خصائص الحديث المرتجل، فهي تبسط القضايا، وتقتصد في التحليل، وتختطف الأدلة والبراهين الموافقة، وتقصد إلى النتيجة المطلوبة من أقصر طريق، وهدفها، على كل حال، الإقناع والإمتاع. وتحل في المقابسات العبارات الأنيقة، والمترادفات اللغوية، واللماحات الشعرية، والخطرات العاطفية، التي تبتعث في السامع النشوة الصوفية، وتثير فيه هزة الفرح بامتلاك المعقول، وغبطة الوصول إلى الحق، محل الحوار الجدلي الفلسفي الذي تمحص فيه الأفكار، وتتصارع الحجج، وتتولد النتائج من المقدمات ولادة منطقية، خطوة فخطوة.
وللمقابسات أهمية خاصة بين كتب أبي حيان. فهي تكشف عن جانب مهم من ثقافته المتعددة الجوانب، وتبين مدى إطلاعه على مسائل الفلسفة، واستيعابه نظريات مدارسها المختلفة، وتوضح فلسفته الخاصة، وهي فلسفة أفلاطونية محدثة، تلتقي مع تصوفه، وتتحد فيه. وهي تطلعنا على نوع القضايا الفكرية التي كانت تستغرق اهتمام المثقفين في بغداد. وترينا حلقات الدرس، ومجالس العلم، وكيف كانت تقدم المعرفة، وتثار الأسئلة، وتستخلص النتائج. وهي تقدم لنا صورة حية لهذا التعاون المثمر بين مثقفين ينتمون إلى ملل دينية مختلفة، مؤمنين وملاحدة ومسلمين ونصارى ويهوداً وصائبة ومجوساً، كانوا يتلاقون في أجواء من التسامح والود، فيتحاورون، ويتجادلون، ويتقابسون العلم والفلسفة والأدب. وفي المقابسات مجموعة كبيرة من التعريفات الفلسفية تؤلف معجماً فلسفياً يكاد يكون كاملاً خاصة للأفلاطونية المحدثة. والمقابسات هو الكتاب الوحيد الذي حفظ أسماء عدد من فلاسفة بغداد ومفكريها، وروى طرفاً من آرائهم وعقائدهم، كالنوشجاني والصيمري والقومسي والنصيبي وغلام زحل. فهو من هذه الناحية، على أقل تقدير، مصدر فريد لجانب مهم من جوانب الحياة الفكرية في بغداد في النصف الثاني من القرن الرابع.
Abu Hayyan al-Tawhidi
Book Currently Unavailable
This book is currently unavailable for publication. We obtained it under a Creative Commons license, but the author or publisher has not granted permission to publish it.
Rate Now
5 Stars
4 Stars
3 Stars
2 Stars
1 Stars
Quotes
Top Rated
Latest
Quate
Be the first to leave a quote and earn 10 points
instead of 3
Comments
Be the first to leave a comment and earn 5 points
instead of 3