التراث العبري اليهودي في الغرب الإسلامي التسامح

يتعدد النشاط الإنساني بتعدد تطلع الإنسان وآماله؛ وبتعدد حاجياته الفردية والجماعية. وهذا النشاط هو الذي يحرك بناء الكيان الحضاري تاريخا وآنا. فهو إذن يشمل المنافع الذاتية والمنافع الجماعية وهذان قد يتناغمان وقد يتنافران» دون أن يكون لتناغمهما آليات عرقية أو نخلية، ودون أن يكون هذان هما أسباب تنافرهماء إنما
هي فطرة الرغبة في بناء صرح حضاري لا يريد أن تكون له صبغة مميزة. ومن جميل حظ الأندلس أن يكون التناغم هو المتغلب؛ على في هذا الإرث الفكري الذي لم ينحصر نفعه في مجال أمة الإسلام؛ وإنما كان له امتداده في مكونات الحضارة الإنسانية في مختلف ميادينها. ومن حسن حظ الأندلس أيضا أن تكون أسس
نات؛ وأن تكون مشاربها نة المنابع متعددة الروافد. فروت شجرئها بوق حملته رياح المعرفة من ما بين النهرين؛ وبصو: تتالت به سواقيه من غزير عطاء يونان؛ وبفيض جادت به أريحية الجزيرة العربية بما
ملكته من غابر الأزمان؛ وبما شملها من فعل الرسالة وآي القرآن.