احببتها رغما عني

تقدم رواية أحببتها رغماً عني بقلم نونا المصري قصة رومانسية اجتماعية مشحونة بالصراعات النفسية والإنسانية، حيث تتناول فكرة الحب الذي يولد من رحم الألم، وكيف يمكن للجراح القديمة أن تُعيد تشكيل القلوب بطرق غير متوقعة. تسلط الرواية الضوء على بطلها حسام الشناوي، الرجل الذي يبدو من الخارج مثالياً بكل المقاييس؛ فهو وسيم، ثري، وذو مكانة اجتماعية مرموقة، لكنه يحمل في داخله ندوباً عميقة غيرت مسار حياته بالكامل.

تعرض حسام لصدمة قاسية حين هجرته زوجته رجاء، المرأة التي أحبها بإخلاص، تاركةً خلفها طفلها أحمد دون رجعة. هذا الهجر المفاجئ لم يترك أثره على حسام كزوج فقط، بل انعكس بقوة على شخصيته كأب، إذ اضطر إلى تربية طفله وحده وسط شعور متراكم بالخذلان والغضب. ومع مرور الوقت، تحوّل حسام إلى رجل بارد المشاعر، قاسٍ في تصرفاته، لا يثق بالنساء ولا يهتم بمشاعر من حوله، حتى وصل به الأمر إلى معاملة ابنه بقسوة نابعة من ألمه الداخلي أكثر من كونها قسوة متعمدة.

في الجهة المقابلة، تظهر نور عبد العزيز، المعلمة المتحمسة التي تدخل حياة حسام فجأة، لتقلب توازنه النفسي رأساً على عقب. نور فتاة بسيطة، عملية، لا يشغلها في الحياة سوى عملها وكسب رزقها بكرامة، ولا تسعى خلف العاطفة أو العلاقات المعقدة. ورغم الاختلاف الكبير بين شخصيتيهما، تجمعهما سلسلة من المواقف غير المتوقعة التي تفرض عليهما الزواج اضطراراً، هرباً من الشائعات وضغوط المجتمع.

ومن هنا تبدأ الرواية في تصعيد أحداثها، حيث يجد حسام نفسه مجبراً على التعايش تحت سقف واحد مع امرأة لا تشبه النساء اللواتي عرفهن من قبل، بينما تحاول نور التعامل مع رجل يحمل عداءً واضحاً للنساء ويخفي خلف صلابته قلباً مكسوراً. تتطور العلاقة بينهما وسط صراعات يومية، وسوء فهم، ومواقف إنسانية تكشف تدريجياً عن الجوانب الخفية في شخصيتيهما.

تركز الرواية على التحول النفسي التدريجي للأبطال، وتناقش قضايا مثل الخذلان، التربية، الزواج القسري، ونظرة المجتمع، إضافة إلى قوة الحب في شفاء الجراح. رواية أحببتها رغماً عني ليست مجرد قصة حب تقليدية، بل رحلة عاطفية تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يقع في الحب رغم مقاومته، وكيف يمكن لقلب مغلق أن يتعلم النبض من جديد.