عن العشق والهوى

يأتي رواية عن العشق والهوى للكاتبة نونا المصري كعمل أدبي رومانسي عميق، يبحر في خبايا المشاعر الإنسانية، ويعيد تعريف مفهومي الحب والعشق من منظور وجداني صادق بعيد عن المثالية الزائفة. لا يقدم الكتاب قصة تقليدية ذات بداية ونهاية واضحة، بل هو رحلة شعورية تتنقل بين حالات القلب المختلفة، من الشغف الأول إلى الانكسار، ومن التعلق إلى الفقد، ومن الهوى العابر إلى العشق الذي يترك أثره للأبد.

نحن لا يمكننا أن نكتسب الشجاعة والصبر إلا إذا كانت الحياة مليئة بالتحديات والصعوبات. من منا لم يجرب مرارة الفراق والخيانة وآلام الحب والعشق؟ من منا لم يجد نفسه متسابقًا مع القدر في سباق الحياة؟ وفيما كانت تبلغ الثامنة عشرة من عمرها، فقدت والدتها، وتركتها مع أم ضعيفة وأخت صغيرة تعاني من قصور في القلب. اضطرت إلى العمل من أجل إعالتهما، لكن الظروف أوقعتها في أيدي رجل يُعتبر الأكثر رعبًا بين الجميع.

هذا الرجل، الذي انتزع بذور الحب من قلبه وزرع بدلاً منه أشواك الكراهية، فعل ذلك بسبب تجربة الخيانة التي عاشها من قبل أقرب الناس إليه. ومع ذلك، لا يمكن للقلب البشري أن يبقى بلا حب، حتى إذا كان محبوسًا وراء جدران من الجليد.

تتناول الكاتبة في هذا العمل العلاقة المعقدة بين العقل والقلب، وتطرح تساؤلات جوهرية حول معنى الحب الحقيقي، وهل العشق نعمة أم ابتلاء، وهل الهوى مجرد نزوة عابرة أم بداية لطريق لا عودة منه. بأسلوب سلس ومشحون بالعاطفة، تصوغ نونا المصري كلماتها لتلامس تجارب عاشها الكثيرون، لكنها تُروى هنا بصدق يجعل القارئ يشعر وكأن النص كُتب خصيصًا له.