على قارعة خاطر

الحمد لله على نعمة العقل وكفى.. ومن امتلك العقل كانت لحياته معنى من التكليف والتفويض، وعليه دار معنى: النّور والظلام، والحساب والجزاء، والصواب والخطأ، والحقّ والباطل. ومن سُلب هذه النّعمة سقطت عنه التكاليف، وعاش حياته مُحتاجًا للعطف والرّعاية من الآخرين. على قارعة خاطر، رؤى وتأمّلات تردّد صداها في خاطري زمانًا، وكنتُ أدوّنها على فترات مُتباعدة، هاجس الخوف والضياع أقلقني، لم أستطع تركها في بطون الدفاتر طيّ النسيان والمجهول، حاولتُ قدر استطاعتي التوقّف على أجملها، وانتقاء أفضلها، فما كان منها صوابًا حقًّا فمن الله، وما كان من خطأ وتهوّر مُعوَرٍّ فمن نفسي. أرجو من الله أن أكون قد وُفّقتُ في نشرها للقرّاء علّ فيها شيئًا ممكن الاستفادة منه، وإيمانًا منّي بأنّ كل ما يُكتّبْ سيُقرأ عاجلًا أم آجلًا.