7 باب

تقدّم مسرحية 7 باب للدكتور أحمد خالد توفيق تجربة أدبية مختلفة تمامًا عن أعماله الروائية المعتادة. فالمسرحية، المقتبسة من روايته الشهيرة خلف الباب المغلق، تُعيد طرح الفكرة الأساسية للعمل الأصلي ولكن في إطار أكثر قتامة وواقعية، وبأسلوب مسرحي يعتمد على الحوار المكثف، والرمز العميق، والغموض الذي يلتف حول الشخصيات وأسرارها. تتألف المسرحية من فصلين، يضم كل فصل منهما مشهدين فقط، إلا أن قصر البناء المسرحي لم يمنع الكاتب من تقديم عالم كامل مشحون بالتوتر، يكشف الكثير عن طبيعة المجتمع المصري وما يعتمل داخله من صراعات نفسية وأخلاقية.

ورغم أن الرواية الأصلية كانت تميل إلى الطابع الترفيهي مع نبرة رعب خفيفة، فإن المسرحية جاءت على النقيض تمامًا؛ إذ يغلب عليها جو الحزن، والكآبة، والشعور الثقيل بالذنب. فالتحول من الرعب إلى المأساة لم يكن اعتباطيًا، بل كان مقصودًا ليتناسب مع طبيعة المسرح، وليعكس واقعًا اجتماعيًا مليئًا بالتناقضات والضغوط التي تدفع الإنسان إلى ارتكاب أخطاء فادحة تظل تطارده كالظل.

وتأتي فكرة الأبواب السبعة — التي تُعد محور العمل — لتقدّم رؤية رمزية عميقة؛ ففي الرواية كانت الأبواب بوابات للرعب وأجوائه، أما في المسرحية فقد تحولت إلى "أبواب الخطيئة" التي عبر منها كل بطل من أبطال المسرحية نحو مصيره المحتوم. كل باب يحمل معنى نفسيًا وأخلاقيًا، وكل شخصية تقف أمام باب يشبه خطاياها، مما يربط مصائر الشخصيات ببعضها في شبكة مُحكمة من الإيحاءات والرموز.

المسرحية مكتوبة باللغة العامية المصرية، ما يمنحها قربًا أكبر من المتلقي، ويجعل الحوار أكثر حيوية وواقعية. ويُظهر أحمد خالد توفيق قدرته على استخدام العامية بشكل فني راقٍ، دون أن يفقد النص عمقه أو رسالته أو طابعه الأدبي. وفي هذا العمل، تبدو الشخصيات أكثر هشاشة، وأكثر قدرة على إثارة التعاطف، لأنها تقف مكشوفة أمام أخطائها وخوفها من مواجهة الحقيقة.

كما تتميز 7 باب بقدرتها على تحليل المجتمع المصري من خلال قصص فردية تحمل طابعًا نفسيًا كثيفًا، حيث تتداخل الهواجس مع الذكريات، والأسرار مع الرغبات، في بناء درامي محكم يضع القارئ — أو المتفرج — أمام سؤال واحد: ما الباب الذي نعبره نحن في حياتنا، وما الثمن الذي ندفعه بعد ذلك؟