موسم صيد الغزلان

تأخذنا رواية موسم صيد الغزلان إلى مستقبل بعيد تتداخل فيه التكنولوجيا المتقدمة مع الأسرار الغامضة، ويصبح فيه العقل البشري ساحة صراع بين المعرفة والإيمان، وبين الحقيقة والوهم. في عالم متطور يعتمد على الذكاء الصناعي والتقنيات الذهنية، يعيش البطل نديم — وهو باحث علمي وخبير في السلوك البشري — حياة هادئة ظاهريًا، قبل أن ينقلب كل شيء بفعل حلم واحد.

يبدأ كل شيء مع مرور مذنبٍ في سماء الكوكب، وهي ظاهرة فلكية نادرة ترافقها أحداث غير مألوفة. يستيقظ نديم فجأة على وميض يظهر في عدسته المزروعة بعينه، معلنًا: "تم تسجيل حلم واحد". يرى في حلمه امرأة غجرية فاتنة ذات شعر أحمر، تقف في قاع البحر كأنها جزء من عالم آخر. هذا المشهد يتركه في حيرة، لكن الصدمة الحقيقية تحدث عندما يراها بعد ساعات خلال إلقائه لمحاضرة على المسرح، جالسة بين الجمهور بواقعية لا تُصدق.

من هنا يبدأ الجذب إلى عالم مجهول، حين يتلقى نديم دعوة غامضة لزيارة استثنائية لا ينالها إلا القليلون. تبدو التجربة في ظاهرها فرصة لا تُفوَّت، لكنها تحمل في داخلها أسرارًا مُظلمة وحقائق قد لا يتحملها العقل البشري. شيئًا فشيئًا يجد نديم نفسه في قلب مغامرة تتجاوز حدود العلم والمنطق، مغامرة تجعله يعيد النظر في كل ما كان يؤمن به، ويختبر جوهر الإنسان ومعنى الوعي.

تنطلق الرواية بأسلوب غير معتاد؛ فمراد يقفز مباشرة من جذور التاريخ المصري القديم إلى مستقبل تتشكل بذوره في عالمنا اليوم. يعتمد الكاتب على حبكة ذكية قائمة على التشويق النفسي والفلسفي، حيث تتداخل الأساطير والمعتقدات مع العلوم الحديثة، ويصبح السؤال الأهم: هل كل ما نراه حقيقة؟ أم أن هناك ما يجب أن يظل مخفيًا خلف ستار الظلام؟

تتناول الرواية صراعًا أبديًا بين العقل والإيمان، وتطرح تساؤلات حول حدود المعرفة، والخطر الذي قد يحمله السعي وراء الحقيقة المطلقة. ومع تقدم الأحداث، ينكشف للقارئ عالمٌ فريد مليء بالأفكار الجريئة، والشخصيات المركبة، والتقنيات المستقبلية التي ترسم ملامح حضارة جديدة.