مالك لجمال سليمان

من الكتاب: "توقفت أمام الموقد، ونظرت إلى اللوحة المعلقة فوقه. هدوء وسكينة سقيا روحها. الصمت يلفُّ الغرفة ويحجب عنها بدارة الأحاديث إلا من صوت بندول الساعة التي إستقرت على الجدار الموازي يستنفره ويخرجه من قوقعته. أغلقت كل النوافذ حتى لا يتسلل البرد إلى أطرافها كما تسلل صقيع سيبريا إلى قلبها وبقيت نافذة واحدة يُطل منها الحنين بقوة مدججاً ونصله الحاد يغوص في عمق قلبها حتى آخر رمق. جلست قرب الموقد على كرسيها الهزّاز تطلب شيئا من الدفء الذي يصرعلى الهروب. أحست بجرعة زائدة من الوحشة فقامت إلى المطبخ تعد شيئا دافئا. تناولت قدحا أفرغغت فيه كيساً من الشاي وتركت الماء المغلي ينساب عليه بسلاسة وصوت جعلها تطرب للحظات. تركته ولم تقلبه ثم عادت إلى مكانها وأشعلت ملفوفاً من التبغ جعلها تشعر بنشوة. نسيت أن تحضر السكر. عاودت النظر إلى اللوحة مرة أخرى .. وتذكرت ....." مجموعة قصصية منها: مالك فرصة ثانية ياسمين كَبِرَتْ مارثا سيلا واخرى .