المتحدث الجيد

للمتحدث الناجح قواعد وأصول ولم يعد الأمر مجرد كلمات تخرج من الفم أو خطابات حماسية تثير العاطفة ولا تؤسس لفعل نهضوي وبعد أخلاقي في الحياة ومع تقديرنا لأصحاب البلاغة والوجدانيات إلا أن الحياة بتعقيداتها ومتلاحقاتها ومستجداتها باتت تفرض علينا نوعاً من أصول اللياقة واللياقة في الحديث وضوابط وإستذكار مناهج التأثير المعاصرة. إنه من أجل ذكاء وعقل كبير في نقل المعلومة وتقريب الإفهام من إسلامنا الجميل والنأي عن الغربة أو العجمة في اللفظ أو المعنى ومن أجل عودة رشيدة لأصول الشهادة والحضور والرقابة التي أمرنا الله بها يقدم الأستاذ الدكتور "عبد الكريم بكار" رؤى عن تحديث وتطوير القالب الإعلامي لنقل الفكرة حتى نفتح مغاليق العقول بالحكمة لا بالثرثرة وبالعقل لا بالصراخ وبالوعي لا بالتشويش؛ وحتى نعيد للخطابة مكانتها وللمتحدث الناجح روعته في عصر لا يوجد مكان فيه إلا لمن اجتهد وجد وكان متميزاً في منهجة فكرته والحديث والدفاع عنها بأسلوب مغناطيسي يجذب. بهذا جاء هذا الكتاب ليكون الخطوة الأولى في معرفة أصول الحديث وطرق إصطياد الرؤوس ليس بالسهام ولكن بالرشد والكلمة التي لا تحرص على الشكل وإنما على نصاعة أدلتها ومرونتها وحبالها الموثوقة بالعقل والقلب.