أمانوس

"أكاد أنظر إلى عينيك وأنت تقرأ كلماتي، أرى الشّغف والشوق إلى مغامرة جديدة يطلّ منهما، فمرحبًا بك. ما زالت مملكة البلاغة تستدعي المحاربين للدفاع عن الكتب، وعن القيم، وعن طُهر الكلمات التي دوّنت بين دفّتي تلك الكتب، والمحاربون يتهيئون هنا وهناك، وفي لحظة فارقة، وفجأة، سيظهر لك الرّمز كما ظهر لغيرك، وستدور الكُتب حولك في الهواء، وسترى صورتك في كتاب خلت صفحاته من الكلمات، سيقشعرّ بدنك، وستتسارع دقّات قلبك، وستركض نحو أبيك أو جدّك وأنت تحمل الكتاب الذي قام باختيارك، أنت بالذّات، وسيزورك صقر مهيب يخفق بجناحيه ليحملك إلى هناك، ستفاجأ أنّه يُحدّثك بلغة البشر، فلا تقلق عندما يصعد فوق رأسك، ولا تجزع عندما يغطي عينيك بريش جناحيه، فقد حان الوقت، وسترحل إلى "مملكة البلاغة"، حيث الضباب يلف كلّ شيء هناك، ستشعر دائمًا بالبرودة، الطيور هناك يغطيها ريشٌ غريب الشكل واللون، ستجدها أكبر حجمًا مما هي عليه هنا، الأشخاص غريبو الأطوار والهيئة والملابس، وكأنّ كلَّ مجموعةٍ منهم أتت من حقبة زمنية مختلفة، وهناك من جمعهم فجأة من أزمنتهم أو استدعاهم لمهمة ما، كما ستنتقل أنت إلى هناك، فهل أنت مستعد؟ أطلق لخيالك العنان، وحلّق معنا في رحاب تلك المملكة العجيبة، ودعني أكشف لك أسرارًا أخرى عن عوالمها التي تضجّ بالمغامرات، ولكن قبل أن نبدأ، دعني أُحذِّرك، عندما تقتني كتابًا عتيقًا أوراقه مصفرّة وباهتة، لا تُردد الطلاسم المنقوشة بالحبر الأحمر على هوامشه أبدًا، وخاصّة إن كُنت وحدك!"

رواية أمانوس هي الجزء الثالث من سلسلة مملكة البلاغة للكاتبة حنان لاشين، وتُعدّ واحدة من أبرز روايات الفانتازيا الروحية في الأدب العربي المعاصر.

في أمانوس، تتصاعد الأحداث وتتشابك الخيوط، حيث يواجه الأبطال مزيدًا من التحديات، وتظهر شخصيات جديدة، ويتسع العالم الروائي بأسلوب مشوّق يجمع بين الرمزية الدينية، والبناء الأخلاقي، والسرد الفانتازي المشوّق.

وتتميز الرواية بأنها لا تقدم أحداثًا فقط، بل تغذّي الروح وتسهم في غرس قيم نبيلة كالصدق، والتضحية، والإيمان بالحق.

أبرز مميزات رواية أمانوس:

سرد مشوّق بلغة فصيحة جميلة، غنية بالصور والتشابيه.

بناء عالم خيالي متكامل ذو أبعاد رمزية وروحية.

شخصيات ذات طابع إنساني عميق، تتطور نفسيًا وفكريًا مع الأحداث.

إسقاطات ذكية على الواقع، دون مباشرة أو خطابية.

مزج بين الخيال والفكر والمبادئ في حبكة مترابطة.

أمانوس ليست مجرد رواية فانتازيا، بل هي رحلة داخل النفس والضمير والروح، تُظهر صراع الإنسان مع الشر من حوله ومن داخله، وتُقدّم مغامرة تستحق أن تُعاش سطرًا بسطر.